الأحد، 15 فبراير 2015

العين والحسد


العين والحسد

يستدل البعض بهذه الآية  للتأكيد على تفسيرهم للعين ، والآية هي قوله تعالى :وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون

وانا ارى ان هذه الاية ليس لها اي علاقة بمفهوم العين المرتبط بالحسد وذلك من وجوه عدة :

الوجه الاول

لفظ ( يكاد )
قال تعالى :
{يكاد البرق يخطف ابصارهم }
وقال تعالى :
{يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار}



والايات السابقة تؤكد ان (يكاد) تفيد المبالغة في اللفظ للتعبير عن عظمة او قوة المؤثر. ، والمقاربة في الفعل ،لكنه لايصل الى درجة وقوع الفعل 

الوجه الثاني:

 قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا
وعلاقة الاول بالثاني تتضح من خلال الايه الثانية ، فعلامة الانكار كانت جليه في وجوه الذين كفروا وقالوا انه لمجنون.
اوذا فسرنا الايه الاولى بالثانية اتضح لنا ان تلك النظرات ماهي الا نظرات استياء وسخرية و ( يكادون ) افادت مبلغ الدرجة التي وصلوا اليها في سخريتهم حتى كادت قدمك ان تزل من موضعها وانت تتلوا عليهم الذكر واتهموك بالجنون.
وربما يزلقونك تفيد ان النبي استاء من سخريتهم وكاد ان يتركهم ولكن الله قد حمله امانة التبليغ وهو قبلها وادى الامانه على اكمل وجه صلوات ربي عليه وعلى اله.

 الوجه الثالث :

وبما اننا نتحدث عن العين التي تصيب نتيجة الحسد او الاعجاب فانه لا محل للاستدلال بهذه الايه كون الكفار سخروا وقالوا انه مجنون ولامكان للقول بانهم حسدوه او اعجبوا به هنا بتاتا.
 اما المأثورات والنصوص في كتب الحديث  فهي كثيرة وانا لن  اتعرض لها طالما سنعرضها على ما ورد في القران .
ولكني ساطرح تساؤل واجيب عليه للتوضيح

هل العين حسد ؟اذا كان الامر كذلك فكيف للعين ان تصيب من نحب؟؟؟؟؟؟؟؟

حقيقة العين انها تحسد لا إشكال فيها  ،فأول الامر هو نظرة لاشك ولكن هل فيها شر مادي ذو اثر فعلي وملموس ..؟
برأيي انه لن يحصل اي شر طالما بقى ذلك الحسد في صدر الحاسد ولكنه شر نطلب من الله ان يجنبنا اياه في حال انتقال من موضع النية الى مقام التطبيق والتنفيذ.. و صار شرا مؤثرا ماديا ..فالحسد كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
فإذا شرع الحاسد في تنفيذ مايطفي ناره اثرت ماديا على المحسود 
كأن تحسد جارك على بيته الجميل فتبداء في تشويهه بترك القمامه امامه او بقذف حجرة لتكسر النافذه ..الخ
هنا اقول بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الفلق من شر ماخلق ومن شر غاسق اذا وقب  ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد .
انه ونتيجة للاصرار في الاعتقاد بتاثير العين اللامادي تطور الامر الى ان نحرم انفسنا من التنعم بما اتانا الله و صرنا نستعيذ. من تلك النعم بدلا من نحمد الله عليها

ولكم ان تتخيلو بهذا اننا سنترك عبادة الحمد لاننا - فقط - نخاف ان نصيب نعم الله علينا بعين .. فلا نحن تنعمنا بنعم الله علينا ولا نحن حمدناه على نعمه
فلا حول ولاقوة الا بالله

عداد